علي العمودي (أبوظبي)
بينما تتعاقب الأزمات على الصومال، استأثر الشطر الشمالي،
المعروف باسم «جمهورية أرض الصومال»، والتي أعلنت استقلالها من جانب واحد
عام 1991 بعد انهيار الحكومة المركزية، باهتمام عالمي، في ظل ما حققته على
صعيد بناء مؤسسات اقتصادية وأمنية وتعليمية مستقرة.
ومنذ ذلك الحين، تعاقب على «أرض الصومال» أربعة رؤساء في الحكم، وفق عملية ديمقراطية تعددية عن طريق صناديق الاقتراع.
وانحدر الصومال نحو الفوضى، وعصفت به المجاعة، والحروب بين القبائل، وانتشار أنشطة القرصنة، وحركة
ومقارنة بهذه الصورة القاتمة في جنوب البلاد التي تكافح فيها
قوات الاتحاد الأفريقي لتثبيت دعائم الحكم، تشهد «أرض الصومال» أمناً
واستقراراً وأعمال بناء وتنمية مزدهرة.
وأرجع سليمان أحمد جوليد،
رئيس جامعة «عمود» في أرض الصومال، التقدم الذي تحققه بلاده، إلى الاهتمام
بالتعليم منذ الاستقلال، من أجل لعب دور أساسي في التنمية، ورفد «الدولة»
بالكفاءات العلمية.
واحتفلت «أرض الصومال»، يوم الأربعاء الماضي،
بالذكرى الـ25 لاستقلالها، بمشاركة آلاف المواطنين، في عرض عسكري أمام حكام
البلاد في العاصمة هارجيسا، حيث استعرضت فيه الحكومة ترسانتها العسكرية
التي تعود إلى الحقبة السوفيتية
واعتبر «جوليد»، في تصريحات لـ«الاتحاد» على هامش زيارة إلى
أبوظبي، أن التعليم هو الأساس في مواجهة التطرف والحركات الإرهابية، لافتاً
إلى أن الجامعة التي يترأسها بدأت بداية متواضعة بكليتين فقط، لكنها تطورت
لتصبح صرحاً أكاديمياً يضم 13 كلية، ولديها تعاون أكاديمي مع كثير من
الجامعات العالمية، ويدرس خريجوها في جامعات عالمية مرموقة. وتقع «جمهورية
أرض الصومال» في منطقة استراتيجية مهمة في القرن الأفريقي المطل على جنوب
خليج عدن، وتحدها من الشمال الغربي جمهورية جيبوتي ومن الجهتين الجنوبية
والغربية إثيوبيا، ولها حدود من الشرق مع جمهورية الصومال
ودلل رئيس الجامعة، التي تم افتتاحها رسمياً في 1998، على الصعوبات المالية التي تواجهها المشروعات في الدولة
بشكل عام، بالإشارة إلى التحديات التي واجهته عند تأسيس مجمع كليات العلوم
الطبية، التي تشمل الطب والصيدلة وطب الأسنان. ونوّه جوليد إلى أن عدد
الطلاب عند انطلاق الجامعة كان 65 طالباً وطالبة، ووصل حالياً إلى زهاء
5000، غالبيتهم من الطالبات، لافتاً إلى وجود عدد من الطلاب الأجانب يدرسون
في الجامعة، بينما تم استقطاب أعضاء هيئة تدريس من بريطانيا وإثيوبيا
وكينيا وأميركا، كثير منهم من أصول صومالية.
وخرجت الجامعة أول
دفعة في سنة 2007 ويعمل أغلبية الأطباء الخريجين في مستشفيات أرض الصومال
وباقي المستشفيات في المناطق الصومالية الأخرى.
وأعرب «جوليد» عن
أمله في تخريج طلاب يمكنهم النهوض بـ «الجمهورية»، التي لا تعترف بها الأمم
المتحدة وكثير من دول العالم، مؤكداً أن إنجازات الجامعة مستمرة مع ولوجها
الألفية الثانية وتطلعها لتكون أفضل الجامعات على مستوى القرن الأفريقي
مصدر هذا المقال: جريدة الاتحاد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق